حــمــــلة ســــــــوا تـــــدويـــــن

مدونة إجتماعية سياسية شاملة يديرها مجموعة من الكُتَّاب والمدونون العرب معاً .

شارك بتدويناتك في حملة (سوا تدويــن) من المحيط إلى الخليج . أكبر تجمع للمدونون العرب


الأحد، 11 سبتمبر 2011

أحلامٌ استيقظت: نقصان

جهاد نجيب 
(مدونة من مصر)
 
هو لا يُجيدُ سوى الكذِب
هو لا يُجيدُ سوى التشدُّقِ بالمحبةِ واللوذُ من الوعود .... بالهرب
هي لا تُكذِّب هذيها المملوء من زجاجات الجنون
والتلوُّن يُفهَمُ عندها ... أن تطلي وجهك في المناسبةِ السعيدةِ ,وحسب

سيعيشانِ للأبد" .... حسبَ الادعاء وحسب التمادي فيه "في سعادة!!!"ء
تختارُ أن تصدق!ء
يختارُ الاختلاق

وينتهي الأبد , وتذهب السعادةُ إلى حيثُ تُقطعُ أرجلِ الكاذبين
وتعودُ عرجاء لا تُحركُ ساعِدًا يسعدُ أو يساعد
فقط رأسٌ مطأطأةٌ تتحاشى ضوء الواقعية
وملايين الأثقالِ من ذكرياتٍ وأنفاسٍ وصور
تحرقُ جميعُها وتُبقي من كلُّ شئٍ زوجينِ اثنينِ , تُنجيهما لتتناجى بهما بين الحين والحين
لتتعزي بأن أربعةَ أعوامِ وطهارةُ قلبها .... كانوا هنا حقًا
تنجيهما كثمنٍ -لما قدمت- كانوا فيهِ من الزاهدين
والشمس والقمر ما زالا في مداراتِهما
لا صارت ملكةً ولا يسجدان

وداعاً أيها الماضي الجميل

ريهام شاهين 
(مدونة من مصر)


قابلته فى محطة القطار ....
هذا كان اخر مكان تقابلنا فيه من خمس سنوات
وها انا اقابله فيه بعد تلك المدة بالصدفة
لم يتغير كثيرا ربما زاد وزنه
وزادت التجاعيد تحت عينيه
واعتقد ان هذه الهالات اثر تناوله القهوة كعادته
يااه كم اذكر هذه العادات كلها بالتفاصيل
لم يتغير شعورى ابدا اتجاهه
مازالت اهواه كأول مرة رايته فيها
توجهت اليه مسرعة
كطفل ضل الطريق وفجأة وجد أمه
اردت ان احتضنه بكل قوتى
كم افتقدتك ايها الماضي الجميل
ولكنى اكتفيت بتلك النظرة وهذه الابتسامة
ومددت يدى له مصافحة
زهل لوهلة
لم يصدق اننا تقابلنا مرة اخرى
من فرحتى نسيت كل شئ
لم اعرف ماذا اقول أنتظرته يتحدث
كنت متلهفة لسماع صوته
كنت متلهفة لان اقضى معه اطول فترة ممكنة
كنت متلهفة لان اخبره كم افتقدته
كنت متلهفة..لاخبره اننى مازالت اتذكره واحبه
كنت متلهفة..الى ان ايقظنى صوت طفل صغير
أبى أن أمى تريدك ان تسرع لقد تأخرنا على جدتى
..وودعنى مسرعا ليلحق بزوجته
متمنيا ان يرانى من جديد
وترك لى رقم هاتفه
وانا واقفة مندهشة لا اتحرك
لقد نسيت خلال خمس سنوات ان الزمن يتغير
وظللت اعيش على ذكرى
كان نداء قطارى الاخير
صعدت الى القطار
وقبل ان اصعد القيت برقم هاتفه
فأذا كان الزمن يتغير علينا ايضا ان نتغير
ولكن تبقى بداخلنا ذكريات جميلة
يجب ان تبقى مجرد ذكرى
ذكرى لا تعود الى الحياة مرة ثانية
وداعا ايها الماضي الجميل.

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

رماد

هبة فريد 
(مدونة من مصر)

"إلى أين تذهب الأشياء عندما تُلقى في النار يا بابا؟"
سألني ابني الصغير ذا الأربع سنوات محدقاً في نيران مدفأة أبي العتيقة ،، وقد ألقينا فيها للتو اوراقا قديمة
"تتحول إلى رماد يا بني"
"ومن أين أتى ذلك (الرمات)؟"
"رماد ،، من الأشياء ذاتها ، تأكلها الناس وتتركها سوداء"
"هذا يعني أن النار شريرة؟!"
".. نعم ، يمكنك أن تقول هذا،، لكننا نستفيد من (شرها) ذاك كي نتدفأ ونطهو الطعام "
سكت بني محدقا بعينيه الناعستين في النار، إلى أن غالبه النوم،
ابتسمت ،، فتلك كانت الحيلة القديمة التي طالما استخدمها ابي معنا لينيمنا ،، وها أنذا أفعلها اليوم !
حملته إلى السرير بجانب أمه ، ثم عدت لأكمل تصنيف الاوراق
رحل أبي منذ خمسة أيام ،، وعدت إلى المنزل العتيق لأتمم إجراءات الجنازة وما يتبعها.. رحمك الله يا ابتاه،
لطالما ألححت عليه بترك المنزل القديم والعيش معنا ،، لكنه كان يأبى مشددا أنه لا يستطيع ترك منزله الذي تربى فيه أولا، ولا وطنه الذي عاش فيه ثانيا ،، فكيف بترك الاثنين؟
لطالما كان مرتبطا بالمكان ،، عندما توفيت أمي ، ترك غرفتهما وأغلقها.. لم يرض أن يبيع أو يتخلص من أشيائها ،، وتركها كما كانت في الغرفة،، ولم يفتحها أبداً.. كأنما يجمد الزمن بفعلته هذه، يخشى أنه لو غيره تضيع ذكرياته معها !
لا أدري لم - وأنا العملي - لم أسمح لزوجتي بتنظيف الغرفة ولا حتى فتحها في خضم حملة التنظيف التي شنتها على المنزل ، هناك شيء من "التابو" ارتبط لدي بهذه الغرفة.
والمدخنة،، تلك المدخنة العتيقة التي احب أبي الجلوس أمامها على مقعده الأثير الوثير، أتذكر حين كنا نلتف حولها في ليالي الشتاء القارصة.. متمسكين بأكواب القرفة باللبن التي طالما برعت أمي في صنعها ،، مستمعين لحكايا أبي .. وأمي جالسة بجواره تحيك شيئا ما مستمعة مبتسمة ...
مبتسمة ،، تلك الابتسامة التي كنت دائماً أتأنس بها.. وأوقن أن كل شيء حتماً على ما يرام،
كنا محاطين بالدفء.. نار المدخنة .. البخار الصاعد من الأكواب .. صوت أبي .. ابتسامة أمي .. وعالم الحكايا
دفء تجمعنا الذي كان ، ولم يعد...
ها هما أختاي تزوجتا وارتحلت كل واحدة مع زوجها تلك إلى أقصى الشمال وهذه إلى أقصى الشرق،
وأنا ،، أصبحت كالمسافر الذي لا يستقر على حال .. متمرد أنا على عالمي .. حتى أنني ما أن أنهيت دراستي الثانوية ، انتقلت للدراسة في العاصمة .. ولم أبت ليلة أخرى في البيت القديم منذ ذلك الحين
وما أن أنهيت دراستي الجامعية ، حتى ارتحلت بعيدا عن الوطن .. أنتقل من مكان لمكان ،، ومن عمل لعمل ،، ولا تلبث روحي أن تطمئن إلى الاستقرار أبدا،،
حتى عندما تزوجت وانجبت وظننت أنني استقررت أخيرا ،، وكان ذلك في استراليا . تلك القارة النائية المتفردة بنفسها . البلد الضخم الذي يجمع بين الحضارة والبادية. أبعد مكان عن موطني ! ،، وكأنني أهرب من ذلك البيت العتيق
إن روحي تبدو كما لو كانت طائرة ورقية كانت تمسكها يد حنون تترك لها حرية التحرك لكن لا تبتعد أبدا.. فما إن افلتت تلك اليد حتى طفقت الطائرة تطير وتهرب دون أن تجد أحدا يمسك بخيطها ثانية..
كم أفتقدك يا أماه.... وكم أنهكتك حقا معي يا ابتاه، أدرك هذا بعد أن صرت أباً ،، لكن سامحني .. لم أستطع أبدا أن أعد إلى هذا البيت .. وأشعر برغبة مقيته في تركه الآن ،، لكن لا أستطيع
"أراني في الخامسة عشر عائدا من المدرسة .. ممسكا بيد أختي الصغيرة التي طفقت تتقافز مسرعة لتجاري خطواتي الواسعة .. تلمحنا أمي وقد أنهت للتو نشر الغسيل، فتلوح لنا وهي نازلة،، تنكسر درجة من درجات السلم المتهالك الذي لم أفهم حتى اليوم كيف لم يتحمل قدمي أمي الرقيقتين ،، بل كيف تحملت أن تلقي بهاتين القدمين ! تلاحقت خطواتي كي أطمئن لى أمي التي تألمت في صمت ممسكة بقدمها النازفة.. أمي في الفراش مضمدة الساقين،، كنت لا أفارقها وكان أبي ينهرني كي أتركها لترتاح.. كان أبي عصبي وقلق بحق وكانت أمي تتضاءل وتهزل يوما بيوم.. ثم أصبح أبي لا يسمح لنا بالدخول إلا لماماً
عندئذ جاء ذلك اليوم.. لم أكن أريد الذهاب إلى المدرسة، كنت أريد أن أظل جانبها وجانبها فقط، لكنها رشتني بتلك الابتسامة التي كانت دوما نقطة ضعفي وانيستي.. وقالت في وهن "هيا يا عزيزي ، إنك ترفع معنوياتي وتشجعني على الشفاء بهذا" ليتني لم أطعها ،، ليتني عاندت وبقيت جانبها .. إذ عندما عدت، لم أجدها كما وعدتني،، لم أستطع أن أبق ثانية أخرى في هذا البيت
جريت بعيدا ،، بعيدا عن هذه الغرفة ،، بعيدا عن ذلك البيت ،، بعيدا عن هذا السلم المتهالك الذي كرهته بحق وكأنما قتل أمي !
ظللت أجري وأحري إلى أن أنهكت ،، ظللت هناك إلى أن خيم الظلام.. وجدت يدا تربت على كتفي ووجدتني انساق دون وعي مع ابي عودة إلى المنزل مقاوما رغبة شديدة في الهرب مجددا.. من يومها تمردت دوما على أبي وعلى هذا المنزل العتيق وعلى الحياة ذاتها ،، حتى عندما تزوجت لم يكن إلا لأن ابتسامتها ذكرتني بأمي ،، قليلا !
ثبت إلى رشدي وجدت وجهي مبتلا بدمع الذكريات، كم هو غريب أمر الذكريات ،، تعود بها طفلا وشابا كما لو كانت آلة زمن لكنها محدودة لا تعطينا المزيد، وقد يكون هذا ميزة.. لو كان متاحا المزيد لذهبت حلاوة ومرارة الذكريات وذهب معناها.. حسنا ،، فلأعود للتنقيب في الورق حتى أنتهي من هذا كله واهرب من ذاك المنزل وذكرياته مجددا
ما هذه الورقة؟
المريضة ..... تلك أمي ! ... هذه توضح كل شيء، لقد كانت أمي مريضة بالفعل فبل الحادثة،، وقد أذاها كثيرا نزف الدم حين جرحت ، وسرع من مضاعفاته
هذا يفسر اذا لم كان أبي يصر ألا ندخل إليها كي لا نتأذى (أو لا تتأذى بالاصح) لرؤيتنا لها تعاني،، هذا بعني أنها كانت ستموت بعد مدة طالت أو قصرت، وقد أسهم الحادث في تسريع وتيرة المرض
تبللت الورقة بقطرات لا أدري من أين أتت، وتغطت عيناي بغشاوة الذكريات، تلك الساعة التي كانت تغيبها أمي كل اسبوع، قساوة أبي وهو ينهرنا عن الدخول إلى أمي،
أخذت تلك الورقة وأنا أقاوم رغبة متزايدة في الهروب من ذلك المنزل، وألقيتها في النار جالسا على مقعد أبي أترقبها وهي تحترق، ذلك الوميض الأسود...
وميض أسود ؟!
بوف ! انطفأت النار فجأة، وعلى ضوء مصباح المكتب الخافت .. رأيت كتلة سوداء متكومة تنـــ تنهض ! من حيث كانت النيران،، ! ورأيتها تتشكل كما لو كانت ظلاً بشرياً.
قمت مسرعاً فأضأت المصباح،، وظلت الكتلة كما هي ،، ظلا بشريا اسود لكنه مغطى بطبقة ترابية كما لو كانت رمادا، بينما ذلك الشيء يغطي بيديه ما يفترض انه وجهه اثر ذلك الضوء المفاجئ، واذ يزيح يديه من وجهه الذي كان بلا ملامح إلا من عينين .. تشتعلان ، أعني تشتعلان حقا لا مجازا كجمرتين !
وجدته يتفرس النظر في (أو هذا ما احسسته) بينما ابادله التفرس ! وسمعت صوتا لا اعلم من أين أتى يقول " أنت.. انسان؟!" اجبته "نعم ،، اظن هذا..."
ثم هززت رأسي لأفيق من هذا الهذيان لكنه ظل هناك ساكنا ثابتا كالمصيبة، سألته "من أنت؟ أو دعني أقل ما أنت؟ وكيف افهمك؟!"
أجاب " أما الأولى ،، فلن تفهمني .. أما الثانية فالأفكار لا تحتاج لترجمة!"
آه ، لهذا اسمع صوته من لامكان ! "شكلها ليلة فل" فكرت وسط هذا الجنون، قررت أنه ما باليد غير مسايرة ذلك الخبال.. مهلاً، أقال أنني لن أفهمه؟!
رد مباغتاً "بلى، فإنها تتجاوز خيالك أيها المتمرد.."
"جربني"
"أنـــا .... من عالم الرماد"
"هاه !"
"أرأيت ،، قلت إنك لن تفهمني"
"أتتوقغ مني أن اهتف صائحا. آه ذلك الذي يوجد فيه سور الرماد العظيم وبرج النيران الرمادية ... أوتمزح!"
"تملك حس دعابة على غير المتوقع منك أيها العملي!"
"وكيف اذا تعرف أنني عملي ومتمرد وما إلى ذلك من الصفات ؟"
"ببساطة ، كما تعرف أنك جوعان وعطشان"
"هذه إذن فراسة !"
"ربما ، إن كنتم تدعونها كذلك"
تأمل حوله برهة وقال "هذا هو عالمكم الأناني الظالم إذن !"
"ربما، ولكن لم تقول ذلك؟"
"بالتأكيد هو عالم أناني ذاك الذي يرسل أسوأ ما فيه إلى عالم آخر"
سكت لأستوعب فقال موضحاً "ألم تتسائل قط إلى أين تذهب الاشياء عندما تأكلها النيران؟"
ابتسمت وقد تذكرت أسئلة بني مجيباً "تتفحم وتتحول إلى رماد"
"هذا ما تتصوه عقليتكم الضيقة أيها البشري، بل إنها ترسل إلى عالمنا ،عالم الرماد، ونرسل نحن بضعاً من رمادنا كي لا يختل الميزان !"
حتماً لقد جننت، حتما...
"وكيف تعيشون هناك؟"
"نعيش كما تعيشون، غير أن عالمنا اسود ساخن، ومزدحم بما تتخلصون منه إلينا"
"وكيف تتعايشون مع تلك (الأهوال) التي نرسلها على حد قولك؟"
"لقد ولدنا وهي هناك وعشنا وهي هناك ، فاعتدناها.. لكن أنتم أيها البشر لن تتحملو دقيقة وسطها !"
"ما هي؟!"
"إنها تفوق خيالك، إنها الأسرار التي احرقت، أرواح المحاربين المحترقة، و اوراق وادلة الجرائم واشنعها تلك الخاصة بالحكومات الفاسدة ذات الشعب الغافل المتخاذل"
قلت محاولا الاستيعاب "هذا عن الأنانية،، وقد صدقت ، ماذا عن الظلم؟"
"كما كانت هناك أهوال اثقلنا بها عالمكم بأنانية، كانت هناك براءة تخلص منها ببرود وقسوة عكس وسيلته ،، النار!"
 "ضحايا حرائق الحروب،، القنابل،، من الأطفال والنساء، غير أن أرواحهم الغضة البريئة ذهبت إلى من هو أرحم بهم من أي أحد آخر ،، ربهم. بينما عذابهم أتى إلينا حاكياً ظلم عالمكم"
واستأنف قائلا " لكن أوتعلم؟ ربما هذا لإيجاد نوع من التوازن في عالمكم، فلا ندري ماذا سيكون لو لم توجد النار ! هناك مقدار ثابت من الخير والشر يجب ان يوجد وإلا اختل الميزان !"
سألت مذهولاً "وكيف جئت أنت ؟"
"لا أدري، فقط رأيت ذلك الوميض الأبيض الذي طالما نهونا عن لمسه، وجازفت بلمسه علّي أكتشف ما وراءه، وها أنا هنا !"
"حسناً ، أعرف كيف تعود هناك .. بالنار !"
"كيف لم يخطر ذلك على بالي !"
"حتى هومير يحني رأسه، لكن لا أعلم ما نتاج ذلك ، هل ستعود حيا أم ميتا؟"
"التجربة لن تضر، فمثلي لا يستطيع الحياة في هذا العالم"
احضرت الكبريت،، وتهيأ هو أمام المدخة
قال " هيا ، هات تلك الزهرة البرتقالية !"
"الوداع أيها الغريب"
وطفقت النيران تأكل جسده الأسود ،، وهو - يا للعجب - يبدو منتعشاً كما لو كانت مياه ! ودخل إلى المدخنة وتكوم فيها، وانا أرقبه جالسا على المقعد.. "الوداع أيها البشري"
وهنا استيقظت ! يبدو أنني غفوت وأنا أرقب النيران.. ذلك التأثير المنوم..
هذا كله كان حلما إذن، حسن هذا بالواقع منطقي.. أما زالت تلك الورقة تحترق.. ! لكنها تبدو كأنما تولد لا تحترق......
أمسكت ملقط المدخنة واخرجتها من بين النيران،، كتب عليها
" تذكر أن ما مضى صار رمادًا .. لا يطالنا بلهب !"

شارك بتدويناتك في حملة (سوا تدويــن) من المحيط إلى الخليج . 
أكبر تجمع للمدونون العرب 

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

رحلة البحث عن مولاتي



مؤمن عيسى (شاعر مصري)
 
كادت تنعدم احتمالاتي
في رحلة البحث
عن مولاتي
ارهقني ضعف الامل
غلبني اليأس
و فاح من كتاباتي
ما عدت اعرف اولوياتي
---
و على الطريق ..
رأيت جميع صبيان آدم
بين ذاهب
و آتي
هذا يائس
هذا مجنون
و هذا تاه ..
اختلفت ظروفهم
و كل يبكي ليلاه
---
و كم من سراب
قد تملكني
شابه الواقع
فكاد يغرقني
حتى أيقنت
أن مولاتي خرافة
رددها الادب
على اختلافه
---
و على جانب الطريق
جلست و انا الحزين
ألوم قلبي و السنين
فسمعت صوت دقة
نبضة في قلبي
تلومني برقة:
اهذا حال من اراد؟
اهكذا ينال المراد؟
يا حسرة اهل الهوى
علي عاشقا
ناطح السحاب
و هوى
---
فنهضت
يقودني إحساس
إنها اطنان من حماس
رافضا اشباه شفقة
تطل من عيون الناس
فإني و ان كنت الجريح
لي قلب اغلي من عتيق الماس
---
فسألت و تهت
و فت على بلاد كثيرة
لكل بلدة اميرة
لكن ايهم المقصودة
اتكون الاخيرة؟
فتذكرت قول العرافة الكبيرة
حين قالت
يا زين الرجال
قصر حبيبتك كيف الخيال
مدينة الرقة و الجمال
شارع الطبع الاصيل
في حي الدلال
و تذكر ..
ليس بالوصول
يتم المنال


انها قصيدة لم تكتمل حاولت كثيرا ان انهيها ففشلت و ادركت انها لن تكتمل إلى بوصولي إلى مولاتي التي هي اسطورة اشك في صحتها، و بين وصف عرافات و ايمان يزور القلب ساعة و يهجره ليال ما ازل متأرجحا بين ملكة و غجرية ووصيفة و مقاتلة و راهبة و عابثة لكل منهن روعتها و سحرها لكل منهن طعمها.. يفصلني بين كل واحدة و اخرى شوق و دمع يليه غضب ثم رضا و بداية اخرى.. و بعض ابيات شعر.

شارك بتدويناتك في حملة (سوا تدويــن) من المحيط إلى الخليج . 
أكبر تجمع للمدونون العرب 

أبكي نفسي ...


عمر أبو الوفا البارودي 
(مدون من مصر)
 






 
أبكي نفسي ولا أحد يبكيني
سأموت وحدى والتراب يواريني
إن كنت تعلم حقيقـة أخرى
فقــــبري قريــــــب, فيه تلاقيني
هلم جادلني و أتلو مرافعتك
أفهمني إن تقـــــدر ولا تواسيني
ماذا تقول عن دنيا دنيئــــة
نسى الإنسان فيها أنه من طيـــن؟!
وماذا عن صروف زمانـنا
ماذا عن تواليهــا تباعا فتنــسيني؟!
أنسى هموما قد أصابتـــني
فلا تطلب منى مسألة و لا تناديني
والناس أطماع الدنيا تملكهم
فهل من قناعة عن الدنيا تغنيــني
والشكر قل وجوده في الدنيا
يا عجبي!!هل أنتم من سيبكــــيني
لا أرجو بعدي نحيبا ولا بكا
لا الدمع ينجي ولا النواح يرضيني
فما أقبح أن تبكيني ثم تنسانى
نسيانك أكرهه,هو خيانة تعييني
ولا تطل مديحك لشخصي الساذج
على الناس أم على الله تزكينى .

شارك بتدويناتك في حملة (سوا تدويــن) من المحيط إلى الخليج .  
أكبر تجمع للمدونون العرب 

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

غَيرانين

عزيزة علي 
(شاعرة من مصر)

عشان صُورتَك شَافوها سَابحة
فــ عُيوني ...ـ
شَافوك مَرسوم على .... الننِ
وضلةِ شُوق على ... جُفوني
شَافوك التاج على راسي
وسِبحة بَرَكة
فــ إيِديني
شَافوك الدَعوة فــ المَغرِِب
و شَربةِ ميه .... تِحيني
شَافوك مَكتوب على
جبيني ...ـ
كما البحار تِناجي البَر
فــ شُطوطي
و عِشق وَلَدتهُ مِن ..... صُوتي
شَافوك سارِح بتوُب دَرويش
..... فــ مَلَكوتي
شَافوك الحَرف و الأشعار
فــ مَوهِبتي
و شَرخ النَغمة عـَـ المِزمار
فــ تَغرِيبتي
شَافوك فــ سكُوتي و كَلامي
شافوك فارِس لأيامي
و ريشة رَسم .... أحلامي
و جوا البَحر ..... مَركِبتي
شَافوك فــ ضلوعي
ألف نَهار
شَافوك قَنديل .. يضَوّي بقلبهُ
أوحَش ليل
و رؤية مَتبتبغيش تأويل
و بَلسّم بَسمِتَك ....
حالِف
يطَيب أي قلب ... عَليل
و نادر يعتكِف فــ الصُوم
لو أرجعَ مرة عَن غيبتي
شَافوك مُفتاح لأبوابي
و سِيدي و كُل .... أحبابي
شَافوك ماسِح ... لأعتابي
و ساكِن قسوتي .. و طيبتي
شَافوك عُكاز فــِ غَيم شِيبتي
و غَيرانين
عَشان سألوك .. أيا مَسجون
لــ فين ياخدوك ....ـ
جاوبت لو إرتضيت بالسَجّن
يكَون السِجن فــ [ حَبيبتي ]
.


شارك بتدويناتك في حملة (سوا تدويــن) من المحيط إلى الخليج . 
أكبر تجمع للمدونون العرب 

صمتُكَ

نور محمود

(مدونة من فلسطين)

الم أخُبركَ يوماً
اني اكره الصمت..
ولكنك تزيد منه كل يوم
شفتاك لاتهوى النطق
وعيناك هما بحر كلماتك
أعبر إليهم كـ مدُمن الغرقْ..
وأرى كل مافي قلبك
وأعترف لك إن الصمت
بكل حالاته هو صمت
يروقني مادام أوصلنِي إلى بر الامآن...
أطلُ فيه إلى نور عيناك..

 

شارك بتدويناتك في حملة (سوا تدويــن) من المحيط إلى الخليج .  أكبر تجمع للمدونون العرب